Technologies Of the World

Would you like to react to this message? Create an account in a few clicks or log in to continue.

forum of technologie and shopping

Log in

I forgot my password


    قراءة في العلاقة بين الرجل و المرأة على مر العصور

    Admin
    Admin
    القائد العام للقوات المسلحة
    القائد العام للقوات المسلحة


    Male
    عدد الرسائل : 256
    العمر : 35
    الموقع : www.yahiaabdou.monally.com
    تاريخ التسجيل : 2007-12-07

    قراءة في العلاقة بين الرجل و المرأة على مر العصور Empty قراءة في العلاقة بين الرجل و المرأة على مر العصور

    Post by Admin Thu Sep 24, 2009 2:40 pm




    على مر العصور وتعاقب التاريخ شكلت العلاقة بين الرجل والمرأة مفصلاً وإشكالية
    كبرى في المجتمعات بشكل عام وفي مجتمعنا على وجه الخصوص. إن هذه الإشكالية
    لها عدة وجوه وتمظهرات يتعلق أولها بكينونة المرأة داخل المجتمع وقدرتها
    على أن تكون جزءاً فاعلاً ومؤثراً فيه بشكل كامل. ويتعلق ثانيها بصفات
    السيد والمسود عليه، أي علاقة التابع والمتبوع التي طالما كانت الوجه
    الأكثر وضوحاً في تلك العلاقة. أما الوجه الثالث لهذه الإشكالية فهو
    التعامل مع المرأة باعتبارها من ممتلكات الرجل الذي يمارس حق الوصاية
    المطلقة على المرأة داخل منظومة من العلاقات الأسرية والاجتماعية
    والاقتصادية. ونظراً لأن هذه العلاقة هي علاقة مأزومة في جوهرها فإنها
    تفرز بالضرورة الكثير من الاحتقان الذي يعيق حركة المجتمع بدرجة أو بأخرى
    ويحد من فاعليته في منظومة الحركة العالمية التي تفترض الكثير من الفاعلية
    والديناميكية في ظل التنافس العالمي القوي.

    إن الخطوة الأولى للخروج من تأزم العلاقة والاحتكاك الناتج عن هذا التأزم
    يكمن في تغير النظرة والمنظور في التعامل مع المرأة باعتبارها إنساناً
    وليس باعتبارها شيئاً، أي الانتقال من مرحلة التشييئية (تشييء الأنثى) إلى
    مرحلة الأنسنة (النظر إلى المرأة على أنها إنسان). ففي ظل الرؤية
    التشييئية يتم النظر إلي المرأة باعتبارها شيئاً حتى وإن ارتفع ليصبح
    "جوهرة" أو انحط ليكون "عاراً". إن المرأة- الشيء (مقارنة بالمرأة
    الإنسان) تظل بالضرورة أقل قدرة وفاعلية في الإسهام في بناء المجتمع. ولكي
    يتحقق إطلاق الطاقة الكاملة في المرأة بشكل فعال لا بد من الانتقال من تلك
    النظرة التشييئية للمرأة إلى النظرة المؤنسنة.

    إن هذا الارتقاء في النظرة والمفهوم حتى وهو في طور التشكل يقود إلى
    ارتقاء مواز في العلاقة بين طرفي المجتمع يتمثل في تحول العلاقة (الحالية)
    ما بين رجل (إنسان) وجسد (شيء) إلى علاقة إنسانية بين رجل وامرأة أي بين
    إنسان وإنسان . وهذا ما أرمي إليه بمفهوم (أنسنة العلاقة).

    إن مفهوم الأنسنة يتطلب فيما يتطلب تجاوز الفرد للمرحلة التي تعتبر الجسد
    محوراً وحيداًً للعلاقة بين الرجل والمرأة. وعبر هذا الارتقاء ترتقي أيضاً
    مفاهيم مهمة في مجتمعنا مثل مفاهيم العفة والحشمة من وضعها الحالي المرتبط
    فقط بالمظهر الخارجي للفرد سواء كان هذا المظهر يتكون من جسد أو جسد محاط
    باللباس إلى مفهومه الحقيقي المرتبط بالأخلاق الفاضلة والسلوك السوي في
    القول والفعل وفي السر والعلن. أي إن هذا الارتقاء هو في حقيقته ارتقاء في
    مفاهيم الأخلاق في وعي المجتمع من حالتها المظهرية والسطحية (والتي تقبل
    التزييف بسهولة) إلى حالة أكثر جوهرية وعمقاً وحقيقيةً تستعصي على التزييف
    والرياء، وتنتقل تبعاً لذلك اهتمامات المجتمع من وضعها الحالي المرتكز إلى
    المظهر الخارجي (الصورة النمطية) إلى اهتمام بالجوهر أو العمق.

    إن مفهوم الارتكاز إلى جوهر الأشياء دون مظهرها الخارجي ليس مفهوماً
    غريباً عن روح الإسلام، كما تدل على ذلك بوضوح مبادئ التفاضل في ديننا
    الحنيف والتي تقوم على الجوهر دون المظهر (لا فضل لأبيض على أسود إلا
    بالتقوى). والتقوى بكل تأكيد هي مفهوم "جوهر" وليست مفهوم "مظهر"، بل إن
    التقوى هي الجوهر ذاته. وحتى العمل الصالح والذي هو جوهر وذو قيمة
    اجتماعية إيجابية بشكل عام لا يقبل عند الله إلا مقروناً بالنية، وهذا
    منتهى الاهتمام بالجوهر وهو أعمق ما يكون في مفهوم الجوهر ذاته.

    من الواضح أن المفاهيم لا تتغير بين يوم وليلة، كما أنها لا تتغير بمجرد
    أن نعي الرغبة في التغيير. بل إن هناك بكل تأكيد آليات مجتمعية تترجم
    الرغبة والعزم على التغيير وتمهد له وتنقله إلى صعيد الممارسة اليومية
    وبالتالي تترجمه إلى واقع معاش. من هذه الآليات على سبيل المثال لا الحصر
    نذكر حق المرأة في الحضور، وحقها في اتخاذ القرار، وحقها في إدارة شؤونها
    الاقتصادية بنفسها وتسهيل القيام بذلك وحماية المرأة من كل أشكال الاعتداء
    الجسدي والنفسي واللفظي. وفي هذا السبيل يلزم كما أشار إلى ذلك العديد من
    المفكرين سن القوانين والأنظمة المحفزة لهذا الحضور والحامية له والقادرة
    على حماية حق المرأة باعتبارها إنساناً.

    إن الخوف والتوجس من التعامل الإنساني مع المرأة والذي ما زال مهيمناً في
    الثقافة السائدة هو خوف غير مبرر وهواجس غير صحية. فلقد أثبت الرجل
    السعودي أنه قادر على التعامل مع المرأة بشكل إنساني حضاري جميل حيثما
    أتيحت له الفرصة الطبيعية في التعامل معها ولم يبرز على أنه ذاك النمط
    الذي تنسج حوله الأوهام بناء على سيميائيات اختزنها الوعي واللاوعي. نحن
    الآن نرى بكل وضوح وبعد تجربة قصيرة نسبياً كيف يمارس الرجل السعودي عمله
    وواجبه في تقديم ما تحتاجه المرأة من الخدمات التي أنيطت به: في قاعة
    المؤتمرات، في كاشير التسوق، في بهو الفندق، أو في استقبال المستشفى. في
    كل ذلك كان الرجل السعودي مثالاً على الإنسان الذي تجرد ولو آنياً من تلك
    النظرة التشييئية للمرأة واعتبرها أختاً له أو مواطنة تقاطعت مصالحها مع
    مصالحه ليكوّنا ثنائياً إنسانياً هو حائط الصد ضد كل ما نسجناه من أوهام
    الفتنة وسوء النوايا ضد الإنسان.

    فلنحي ذلك الرجل السعودي ذا اللحية الموغلة في التراث والموروث حينما
    يصرّح بفخر أنه يتشرف بالتعامل مع المرأة السعودية دون سابق حكم على
    تصرفاتها ودون الدخول في نواياها أو نوايا المحيط الاجتماعي الذي يبني
    أحجبة عريضة ويضع عوائق وهمية على حسن نيته حينما يتعامل مع المرأة.
    ولنتخذ جميعاً خطوات أخرى شجاعة نحو قيام المجتمع المبني على الجوهر لا
    المجتمع المنسوج حول المظهر.
    نقلا عن موقع العربي نت
    * نقلا عن صحيفة "الوطن" السعودية

    أتمنى من الأعضاء ترك وجهات النظر حتى نصل إلى مستوى النقاش


      Current date/time is Mon Sep 16, 2024 9:24 pm